داعى الى الله
عدد الرسائل : 38 العمر : 45 تاريخ التسجيل : 25/06/2007
| موضوع: سفر...بدون حقائب 12/10/2008, 11:45 | |
| هذه الدنيا الصغيرة بحجمها والكبيرة بعطاياها لابد للإنسان ان يمشي في مناكبها بحثا عن حوائج دنياه أو آخرته .. وقد يكون هذا السير قصيرا وربما كان طويلا يحتاج إلى سفر يشد له المتاع وينقله معه من مكان إلى آخر .. ولكن !! كيف سيكون حال المسافر مع حقائب سفره عندما تكون هي كثيرة ويكون هو وحيدا ؟؟ وهل سيستوي حاله مع مسافر آخر لا يحمل أي حقيبة معه ؟؟ طبعا لا يستويان فالثاني ينطلق فور وصول الركب ليتابع سيره دونما توقف إلى أن يصل حيث يريد والأول ينتظر حقائبه ليحملها وليصطحبها معه أينما ذهب ولتزيده تعبا فوق التعب .. هذه حقائب السفر.. قد يضيق المرء بها ذرعا ويسوؤه حملها ويتعبه همها ويرجو الراحة منها وهي التي لا تكلفه شيئا يذكر أمام ما توفر لنا اليوم من وسائط للنقل ووسائل الراحة منها .. فكيف بحقائب الذنوب التي سجلت علينا فلم تغادر صحائفنا منها كبيرة ولا صغيرة إلا أحصتها ؟!! وكيف لنا أن نطيق حملها على ظهورنا حين لا نجد من يحملها عنا وان أعطيناه كنوز الدنيا كلها ؟!! وكيف لنا أن نحتمل ثقلها وهي التي شددناها بأيدينا واخترناها لأنفسنا بملء إرادتنا وجمعناها لهوا ولعبا في الدنيا لنحملها أوزارا و أسفارا في الآخرة .. فلبئس ما نحمل يومئذ ؟!! وكيف لنا أن نصبر على همها وهي التي تقدمنا الى النار و تبعدنا عن دار الأبرار ؟؟!! وكيف لنا ان نطفئ لهيب الندم على جمعها وكيف لنا ان نمنع نار الحسرة من احراقنا .. وان احترقنا لن ينفعنا حرقها لنا ؟؟!! وكيف لنا ان نحتمل التصاقها بنا .. وملازمتنا لها حتى نقدمها بطاقة لخازن النار يسمح لنا فيها بدخول النار ان لم يسبقه إليها عفو ربنا ومغفرته ورأفته بنا ؟؟!! كيف .. وكيف .. وكيف سنحتمل كل ذلك ـ وأكثر من ذلك ـ إن لم نسارع بإقصاء هذه الحقائب عن صحائفنا وإبعادها عن طريق أعمالنا بالتوبة والإنابة والاستغفار .. والتذكر بان الموت قد يباغتنا فجأة قبل ان نتمكن من التخلص منها فيجبرنا عندئذ على اصطحابها معنا الى دار الآخرة حيث لا تنفعنا هناك الدموع ولا نستطيع عنها الرجوع ؟؟؟!!! | |
|